-
13:22
-
13:00
-
12:40
-
12:25
-
12:05
-
11:53
-
11:43
-
11:37
-
11:27
-
11:22
-
11:00
-
10:39
-
10:25
-
10:22
-
10:16
-
10:00
-
09:43
-
09:38
-
09:22
-
09:04
-
09:00
-
08:53
-
08:36
-
08:20
-
07:58
-
06:56
-
06:30
-
06:20
-
06:00
-
05:35
-
05:00
-
04:22
-
04:00
-
03:27
-
03:00
-
02:23
-
02:00
-
01:00
-
00:00
-
23:40
-
23:20
-
23:05
-
22:20
-
21:44
-
21:07
-
20:39
-
20:18
-
19:54
-
19:36
-
19:27
-
18:50
-
18:28
-
18:21
-
17:47
-
17:16
-
17:10
-
16:43
-
16:22
-
15:43
-
14:59
-
14:42
-
14:33
-
13:52
تابعونا على فيسبوك
تركيا تظفر بتنظيم مؤتمر كوب 31
تشكل استضافة تركيا لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 31) في أنطاليا سنة 2026 تتويجا لمسار دبلوماسي معقد، أنهى تنافسا محتدما مع أستراليا، وفتح أمام أنقرة نافذة ثمينة لتقديم نفسها كفاعل بيئي صاعد يسعى إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2053، وتصدير تجربته في سياسة "صفر نفايات" إلى الأجندة المناخية العالمية.
وتعود خلفية هذا النجاح إلى قواعد التناوب الجغرافي داخل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي أسندت لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ حق استضافة قمة 2026. ومنذ سنة 2022، تقدمت كل من تركيا وأستراليا بملفي ترشيح متوازيين، وتمسك الطرفان بموقفيهما دون رغبة في الانسحاب، ما أدخل العملية في جمود طويل، وفتح المجال أمام احتمال لجوء سكرتارية الاتفاقية إلى تنظيم تقني للمؤتمر في مدينة بون الألمانية.
وفي هذا السياق، تمسكت أنقرة بترشحها حتى اللحظة الأخيرة، رافضة أي انسحاب طوعي من السباق، كما لوحت خلال الأسابيع الماضية بخيار "الاستضافة المشتركة" مع أستراليا، رغم أن الإطار التنظيمي للمؤتمر لا يتيح هذا النموذج.
وجاء الانفراج خلال الأيام الأخيرة من مؤتمر الأطراف "كوب 30"، الذي احتضنته بيليم البرازيلية، عبر اعتماد صيغة غير مسبوقة لتقاسم الأدوار: تركيا تستضيف القمة في أنطاليا وتتحمل رمزية "رئاسة كوب 31" بصفتها الدولة المضيفة، فيما يتولى وزير التغير المناخي الأسترالي رئاسة مسار المفاوضات التقنية والسياسية.
وقد منحت هذه الصيغة لأستراليا موقعا تفاوضيا متقدما يراعي مطالب الدول الجزرية في المحيط الهادئ، مقابل اعتراف كامل بتركيا كبلد مضيف وواجهة سياسية للمؤتمر.
ومن منظور أنقرة، لا يختزل رهان "كوب 31" في مكسب دبلوماسي أو إيرادات سياحية فحسب، بل ي نظر إليه كمنصة استراتيجية لإعادة بلورة صورتها المناخية. فمنذ مصادقتها المتأخرة على اتفاق باريس سنة 2021، وإعلانها هدف بلوغ الحياد الكربوني في أفق 2053، تعمل تركيا على ترسيخ موقعها كقوة بيئية صاعدة.
وباستضافتها لـ"كوب 31"، تراهن تركيا أيضا على إبراز بصمتها الخاصة داخل النقاش البيئي العالمي من خلال برنامج "صفر نفايات". فهذا المشروع، الذي أطلق سنة 2017 تحت رعاية عقيلة الرئيس التركي، تطور من مبادرة وطنية لإعادة هيكلة منظومة تدبير النفايات إلى رافعة للدبلوماسية الناعمة حظي باعتراف دولي، توج باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2022 قرارا يكرس 30 مارس يوما عالميا لصفر نفايات.
ومع مرور الوقت، تحولت مبادرة "صفر نفايات" إلى أحد المرتكزات الأساسية في الخطاب البيئي التركي، من خلال إنشاء مجلس استشاري رفيع المستوى للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، وتنظيم منتديات دولية مخصصة له، وتقديم التجربة التركية كنموذج يجمع بين تقليص النفايات، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية موازية. وبالنسبة لأنقرة، يعد مؤتمر "كوب 31" فرصة مثالية لإدماج هذا المسار في صلب الأجندة المناخية العالمية.
وعمليا، يتيح المؤتمر لتركيا أن تستعرض مشاريعها الرمزية في هذا المجال، من محطات تحويل النفايات إلى طاقة، إلى تجارب المتاجر التي تقلص الاعتماد على التغليف البلاستيكي، مرورا ببرامج الفرز من المصدر في البلديات الكبرى. فربط موضوع النفايات بالنقاش الأوسع حول الانبعاثات والحياد الكربوني يمنح أنقرة مجالا لتقديم مقاربة ملموسة وقريبة من الحياة اليومية للمواطنين.
وبقدر ما تشكل استضافة "كوب 31" فرصة لتركيا لعرض إنجازاتها البيئية، فإنها تمثل أيضا اختبارا لمدى قدرتها على تجسيد هذه الطموحات على أرض الواقع. فبين أهداف الحياد الكربوني وسياسات النجاعة الطاقية والتعامل مع إرث الاعتماد على الفحم، تدرك أنقرة أن القمة ستسلط الضوء على نقاط القوة كما على التحديات التي تواجهها.